روائع مختارة | قطوف إيمانية | الرقائق (قوت القلوب) | رمضان.. شهر القرآن

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > الرقائق (قوت القلوب) > رمضان.. شهر القرآن


  رمضان.. شهر القرآن
     عدد مرات المشاهدة: 4341        عدد مرات الإرسال: 0

شهر رمضان هو شهر القرآن، ففي شهر الصيام تنزل القرآن، قال تعالى:  {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان} (البقرة 185).

وفي شهر رمضان كان جبريل يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيدارسه القرآن كل ليلة كما في الصحيحين، وكان يعارضه القرآن في كل عام مرة، وفي العام الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عارضه جبريل القرآن مرتين.

من أجل ذلك اهتم السلف رحمهم الله بقراءة القرآن في هذا الشهر اهتماماً خاصاً، فكانوا يخصصون جزءاً كبيراً من أوقاتهم لقراءة القرآن، وربما تركوا مدارسة العلم ليتفرغوا للقرآن، فكان عثمان رضي الله عنه يختم القرآن كل يوم مرة، وبعضهم يختم في قيام رمضان في كل ثلاث ليال، وبعضهم في كل سبع، وبعضهم في كل عشر.

وكانوا يقرؤون القرآن في الصلاة وفي غيرها، فكان للإمام الشافعي في رمضان ستون ختمة يقرؤها في غير الصلاة، وكان الأسود يقرأ القرآن في كل ليلتين في رمضان، وكان قتادة يختم في كل سبع دائماً وفي رمضان في كل ثلاث.

وفي العشر الأواخر في كل ليلة، وكان الإمام مالك إذا دخل رمضان يترك قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل على قراءة القرآن من المصحف، وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن.

ومما ينبغي أن يعلم أن الله عز وجل إنما أنزل هذا القرآن للتدبر والعمل لا لمجرد تلاوته والقلب غافل لاه، قال سبحانه: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته} (ص 29) ، وقال: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} (محمد 24) ، ولذلك وصف الله في كتابه أمماً سابقة بأنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني، وهذه الأمية هي أمية عقل وفهم وأمية تدبر وعمل، لا أمية قراءة وكتابة، فقال سبحانه:

{ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون} (البقرة 78) ، والأماني هي التلاوة كما قال المفسرون، أي أنهم يرددون كتابهم من غير فقه ولا عمل، وأوضح ذلك نبينا صلى الله عليه وسلم حين حدث أصحابه يوماً فقال:  (هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء، فقال زياد بن لبيد الأنصاري:  كيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن؟ !

فوالله لنقرأنه ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا، فقال:  ثكلتك أمك يا زياد، إن كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة، هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا تغني عنهم) رواه الترمذي.

المصدر: بوابة النسيج